الدكتور عزمي بشارة

بعد أن كتبت مقالة قصيرة حول ضرورة إعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني سألني بعض الأخوة عن فكرة عينية في هذا السياق. ولهذا أعود بكم لأفكار سبق ان طرحتها في عدة مناسبات عشية الانتفاضة الثانية. وما زلت على رأيي بشأنها، بل وأصبحت هذا الأفكار اكثر راهنية مع الثورات وصعود الخطاب الديمقراطي عربيا.
الفكرة هي تنظيم التعامل مع الواقع الصهيوني الاستيطاني كواقع فصل عنصري ( أبارتهايد)، مع ما يتطلبه ذلك لناحية نزع أي شرعية عنه بما في ذلك وقف اي نوع من التفاوض مع إسرائيل، وإلغاء مبادرة السلام العربية، وتطوير الخطاب السياسي العربي والفلسطيني ديمقراطيا بهذا الاتجاه، بحيث لا تشوب هذا الخطاب شائبة عنصرية أو طائفية، وأن يلتقي النضال الفلسطيني مع ذاته الحقيقية في النضال ضد العنصرية الاستيطانية الصهيونية في فلسطين.
من شأن هذا الطرح ان يعيد صياغة الحركة الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج، ليس بصيغة مفاوضات تقوم على منح الشرعية عربيا لكيان قائم، وطلب الشرعية دوليا لكيان يجب ان يقوم، بل بصيغة حركة ترفض الاعتراف بشرعية هذا الواقع كله، وتنسجم في النضال الديمقراطي في العالم العربي، وتطرح المسألة كمسألة استعمارية ضد سكان أصليين وتنظم حركة عالمية لمقاطعة نظام الفصل العنصري في فلسطين.
سوف نفصل هذا الموضوع لاحقا: ولكن لمن يرجو تفصيلا لهذا النهج في التحليل ارجو مراجعة الفصل الأخير في كتابي “أن تكون عربيا في أيامنا”.

Advertisement