في ظروف التصفية التنظيمية شبه الكاملة في الحزب الشيوعي اللبناني, و تقلّص نفوذه السياسي, و انعدام أية ممارسة فكرية جديّة مسؤولة , و تسلط قيادي, و غياب المبادئ اللينينية في التنظيم, كانت أزمة 1964 و كان التيار اللينيني في الحزب الشيوعي اللبناني, الذي أصدر وثيقته: “في سبيل حزب شوعي جماهيري في لبنان” في تموز 1965.و إثر حرب الخامس من حزيران 1967, عصفت الأزمة الثانية بالحزب, التي فتحت إمكانية الحوار بين التيار اللينيني و الحزب من أجل العمل على تحضير مؤتمر يكون مؤتمر الوحدة, إلا أن القيادة استمرت في مناوراتها اللامبدئية, إلى أن قطعت المفاوضات اعتباطا بحجة أن ظروف عودة مناصري التيار اللينيني إلى الحزب لم تنضج بعد.و إزاء هذا الوضع كان لا بد من تأسيس إطار تنظيمي لا يكون بديلا عن الحزب الشيوعي اللبناني, بل وسيلة للنضال من أجل وحدة الشيوعيين اللبنانيين, على أسس الماركسية اللينينية و الأممية البروليتارية, فكانت وثيقة “في سبيل حزب شيوعي موحّد” و كان “إتحاد الشيوعيين اللبنانيين” في كانون الثاني 1968.

“في سبيل حزب شيوعي موحّد”
إن الحقائق عن الواقع المؤلم الذي يعيشه حزبنا و الأزمة العميقة التي تعصف به منذ سنة 1959, و التي تهدده بالتلاشي و التصفية, بعدما أفقدته طابعه المميز كحزب ماركسي لينيني ثوري مدعو إلى قيادة شعبنا إلى غد أفضل. بالإضافة إلى أعمال القيادة الإنتهازية المتسلطة على مقدرات الحزب, فيكمن إنقاذ الحزب بوجود رفاق مدفوعين بإرادة شيوعية لا تتزعزع و بتصميم ثوري راسخ و بحس لينيني صادق.إن الأزمة التي تعصف بحزبنا لم تحدث فجأة, و إنما كان لها جذور عميقة و مقدمات كثيرة, بدأت منذ عدّة سنوات, و على وجه أكثر تحديدا منذ عام 1959. إن معظم الأحزاب الشيوعية تعرضت لعملية تجديد داخلي ثوري خلاق ساعدتها على تحقيق الإنطلاقة التي حققها الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفياتي بعد المؤتمر العشرين. فقد طرحت الأحزاب الشيوعية ما علق بها من رواسب التحجر و الجمود العقائدي و عبادة الفرد. و ظهر ذلك في إعادة النظر في برامج هذه الأحزاب و تكتيكها و أشكال تنظيمها, و إرجاع الإعتبار إلى القواعد اللينينية في التنظيم و الحياة الداخلية, و التطلع نحو افاق جديدة في النضال على أساس الظروف الموضوعية في كل منطقة. و لكن قيادة الحزب الشيوعي اللبناني كانت من بين القيادات القليلة التي تخلفت عن عملية التجديد و لا تزلّ. على الرّغم من الروح الجديدة التي دبّت في معظم الاحزاب الشيوعية في العالم, إلا أن القيادة أصرّت على بقاء الحزب غارقا في مستنقع الجمود و التحجر العقائديين و خاضعا للعفوية و الإنتهازية.كان طبيعيا جدا أن ينعكس كل ذلك على واقع الحزب الذي حولته قيادته إلى مؤسسة هزيلة تسيرها الروح الضيقة و المصالح الذاتية, بحيث يكتفي من النضال, و تنفيذ المهمة التاريخية الملقاة على عاتقه, بإصدار بعض الصحف الضعيفة, مادة و إنتشارا, و إصطناع الضجيج الفارغ في بعض المناسبات بقصد لفت أنظار الحركة الشيوعية العالمية إلى نشاطه و نيل ثقتها و ثنائها. و واضح أن هذا الواقع الذي طبع الحزب, جعله عاجزا عن الإضطلاع بدوره الأممي كاملا. ذلك أن من المسلّم به أن الأممية الصحيحة تمر عبر الوطنية الصحيحة.و منذ عدّة سنوات بدأ الكثير من الرفاق في مختلف هيئات الحزب يوجهون الملاحظات الإنتقادية إلى قيادة الحزب باعتبارها مسؤولة عن الضعف و العزلة الذين ال إليهما, و عن سيره في طريق التصفية.و من المسلّم به أن ما من حزب ماركسي لينيني يستطيع أن يعمل بشكل صحيح بدون التقيّد بالقواعد اللينينية في التنظيم, التي هي بمثابة حجر الزاوية في بنائه, و الرئة التي تتنفس منها مختلف خلايايه. و أهم هذه القواعد, القيادة الجماعية و المركزية الديمقراطية و النقد و النقد الذاتي… و لكن قيادة الحزب خرقت بفظاظة كل هذه القواعد و داست عليها. و الدليل على ذلك أن قيادة الحزب لم تدعي إلى مؤتمر من عام 1944 إلى عام 1964 أي 20 سنة بدون أي عذر يبرر. أما التذرع بالظروف السريّة فليس سوى حجة واهية علما أن أحزابا شيوعية عاشت في ظروف سريّة صعبة تفوق ظروفنا كالحزب الشيوعي الإسباني و الحزب الشيوعي اليوناني و عقدت مؤتمراتها.و لم يقتصر الأمر على ذلك و حسب, فإن اللجنة المركزية للحزب, و هي السلطة العليا في فترة ما بين المؤتمرين, لم تكن تجتمع إلا في فترات متباعدة جدّا و ذلك بسبب خشية التكتل القيادي من أن تكون اجتماعاتها مناسبة لظهور بعض الاراء التي لا تعجبه و لتقديم الإنتقادات حول عمل الحزب و تصرفات قيادته و بغية إنتشاله من هاوية التحجر و العفوية و الإنتهازية و الذيلية التي أوقعته فيها. بالإضافة إلى ذلك, خلال الفترة التي لا تجتمع فيها اللجنة المركزية يبرز على الصعيد العربي و العالمي عدّة أحداث و قضايا هامّة تستدعي اللجنة المركزية للبحث في الموقف الواجب اعتماده تجاهها. و لكن القيادة حصرت نفسها في أشخاص إعتبرتهم السلطة المطلقة في الحزب و بذلك داست على أبسط قواعد التنظيم اللينينة.و كانت موجة الحزن في قلب كل الشيوعيين المخلصين كبيرة جدّا, عندما كانوا يرون حزبهم في هذه الحالة من التراخي و في قبضة ذوي المصالح الذاتية, إذ أنهم يرون الحزب قطعة من نفسهم, هذا الحزب الذي أنجب القائد اللينيني الكبير فرج الله الحلو و قائد الفكر التحرري العربي الشهيد مهدي عامل. كانوا يرون الحزب غارقا في العزلة و الإنكماش, لا قواعد ثابتة له بين العمال و الفلاحين و في أوساط المثقفين التقدميين, عاجزا عن القيام بدوره التاريخي, قانعا باصدار الصحف الضيقة الإنتشار و العديمة التاثير على مجرى التطورات الداخلية في البلاد, حريصا على المحافظة على بعض المظاهر الخدّاعة مع ما ينطبق عليه هذا الحرص من ميل نحو المساومة مع الأعداء الطبقيين, جرى كل ذلك في الوقت الذي أصبح فيه الإنتقال من الرأسماليّة إلى الإشتراكيّة سمة العصر, و في وقت بروز الأفكار الإشتراكيّة بوصفها قوة تجذب الشعوب. و أخذت دراسة الإشتراكيّة العلمية تنتشر أكثر في المجتمع الدولي و كان الشيوعيون يدعون لفهمها و إستيعابها و الأخذ بها. و كانت الظروف الموضوعية داخليا و عربيا و دوليا فرصة لكي يخطو الحزب خطوات واسعة و يسير في الطريق التي تمكنه فعلا من احتلال مكانه بوصفه حزب العمال و الفلاحين و المثقفين الثوريين, و لكن الظروف الذاتية الكامنة في تحجر قيادة الحزب و خضوغها للعفويّة و انغماسها في الإنتهازيّة حالت دون تحقيق أي انطلاقة حقيقية في الحزب. و على العكس من ذلك قادته هذه الأخطاء و الإنحرافات في طريق الإضمحلال و التصفية التنظيمية و السياسية.عاش الحزب الشيوعي اللبناني 30 عاما في مراكز معيّنة دون أن يتعداها, و إنعدم وجوده في في القطاعات العمالية الرئيسية مثل عمال الشركات الصناعية و المؤسسات الإقتصاديّة الكبرى, في حين أن النقابات القليلة التي يشرف عليها لا تمثل بأكثريتها سوى قطاعات عماليّة ثانويّة لا تأثير لها على تطور الحركة العمالية في البلاد. و نتيجة لسياسة الحزب الخاطئة, فقدت هذه النقابات طابعها الكفاحي و تحولت إلى مجرّد مكاتب استشارية للعمال المنضمين اليها, و ثمة مناطق تملاها الأراضي الزراعية حيث يكثر عدد الفلاحين فيها, بقيت بدون أي نشاط حزبي.و كان من أهم أهداف القيادة(و لا زال حتى اليوم), ضرب الرفاق ببعضهم البعض, عن طريق إشاعة الأجواء الغريبة البعيدة عن العلاقات الحزبيّة و القواعد اللينينية, و الهائهم عن الواقع الحزبي المرير, و الحيلولة دون ممارسة النقد و النقد الذاتي على جميع المستويات, لأنهم يخشون منه على مراكزهم التي أصبح كل همهم المحافظة عليها بكلّ الوسائل.و إعتمدت القيادة الحزبية لتسيير أمورها على كادر تختاره من بين الأنسباء المضمونين و الوصوليين و ممن برهنوا عن كفاءة نادرة في التملق و المداهنة و الطاعة العمياء, و فهم أمزجتهم و تلبية رغباتهم و التستر على أخطائهم, و من البديهي أن تنعدم عند هذا الكادر روح المبادرة و الثورية, و أن يكتفي بنقل الأوامر و التعليمات من القيادة إلى القاعدة الحزبية.و خلال هذه السنوات توقفت عن الصدور نشرة “حياة الحزب” التي كان الرفاق بأمسّ الحاجة إليها لتثقيفهم, كذلك لم تصدر عن الحزب أي وثيقة تحليلية معمقة عن أوضاع لبنان الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و افاق تطوره.إن في ذلك ظهور جليّ لعجز الحزب عن الإشتراك بشكل فعّال في النشاطات السياسية و الإجتماعية و التأثير عليها, و لمواقفه الخاطئة المتناقضة المتقلبة حيال الكثير من المسائل المطروحة, و الإنتقال السريع و الإنفعالي من موقف يساري متطرف إلى اخر يميني متطرف أيضا, و بالعكس. كما كانت الاحداث و التطورات السياسية تفاجا الحزب رغم مقدماتها دون أن تدري قيادته ماذا تفعل سوى الخضوع للعفوية و الوقوع في الإنتهازية و السعي إلى “تمشية الحال” و “غسل الوجدان” باتخاذ بعض المواقف و التدابير المرتجلة, هي أبعد ما تكون عن حزب ماركسي لينيني يفترض فيه أن يكون في طليعة الجماهير الكادحة و بوصلتها للسير في الطريق الصحيح.عام 1964 حلّ المجلس النيابي, و دعت السلطات إلى انتخابات نيابية جديدة, و في حين كانت معظم الأحزاب السياسية متهيّاة لهذا الحدث, كان الحزب الشيوعي اللبناني يعيش على هامش النشاط السياسي و في وضع ضعيف جدّا لا يساعده على الإشتراك في الإنتخابات أو الإحتكاك بالجماهير و نشر شعاراته و مبادئه, و كان الرفاق في الحزب دائما ينبهون قيادتهم إلى الكثير من الأخطاء و دعوها إلى إعادة النظر ببرنامجها التنظيمي و السياسي, و إلى محاولة ترجمة روح مؤتمر العشرين إلى أعمال ملموسة و نهج جديد خلاق و عدم الإكتفاء بتأييد هذه الروح بالروح فقط, و الى السعي لانعطاف جذري في الحزب. و يكفي أن عدد الشيوعيين المنظمين قد تدنى بشكل مريب عشية الإنتخابات, مما جعل القيادة الحزبية إلى السير في طريق العفوية. و تم ترشيح الشيوعيين في مناطق غير معروف نسبة المؤيدين للحزب فيها, كما وقع الحزب في تحالفات مناقضة لمبادئه, و وصلت الأمور إلى إنقسام الشيوعيين في عدد من المناطق.و بالطبع جائت نتيجة الإنتخابات كارثيّة و كانت هذه النتائج المريعة حصيلة طبيعية للأخطاء و التراكمات الناقصة, التي نبّه إليها العديد من الرفاق.و بدلا من أن تستخلص القيادة الحزبية العبر و الدروس من خلال كل ذلك, و تعمل لإصلاح الاخطاء, عمدت في محاولة لإنقاذ نفسها و رفع المسؤولية عنها, إلى شنّ حملة شرسة ضد عشرات الرفاق في الهيئات و المنظمات الحزبيّة كان لهل الجراة الكافية لتقديم انتقادات و دعاوي للقيادة للنظر في مجمل خطّة الحزب و أساليب عمله, و السعي لاجراء انعطاف جذري يخرج الحزب من عزلته و ضعفه, وجهت الى الرفاق اتهامات عديدة: التكتل المعادي للحزب و الإنقسامية و التصيّن و العمالة… و في الحقيقة كانت القيادة الإنتهازية بحاجة لشنّ عمليّة الإلهاء التي غلفتها بالحرص المزعوم على وحدة الحزب, و راحت تقرع ناقوس الخطر حولها في جميع المنظمات و الهيئات, بغية التضليل و تحويل النقمة التي تعرضت لها في مختلف الاوساط الحزبية و الصديقة, بسبب هذه النتائج السلبيّة , و ظهور الحزب كقوة هزيلة لا يحسب لها حساب, إلى مجموعة من الرفاق المنتقدين و المعارضين لنهج الحزب السياسي و التنظيمي. و هكذا بدأت “الحملات الصليبية” ضد هؤلاء الرفاق عدّتها التضليل و التزوير و الإفتراء. كما عمدت القيادة الحزبية لإبعاد الرفاق عن الهيئات الحزبية و إبعادهم عن تولّي المسؤوليات داخل الحزب. و بالتالي قدّم الرفاق للقيادة عدّة تقارير تضمنت الإنتهاكات الصارخة للقواعد اللينينية مدعمة بأدلّة و براهين, و طالبوا بمناقشتها, و كان نصيب طلبهم الرفض طبعا. وسط هذا الجو المحموم, و إزاء إصرار القيادة الحزبية على مواقفها الإنحرافيّة, و نظرها إلى مجمل المشاكل من خلال حرصها على التمسك بمراكزها و امتيازاتها و مصالحها الشخصيّة, و إمعانها في حملة الإنتقام و التشهير و الإفتراء بحق الرفاق المنتقدين. وسط هذه الظروف و الصعوبات تشكّل التيار الينيني في الحزب الشيوعي اللبناني من عدد كبير من الرفاق الذين اخذوا على عاتقهم مهمة إنقاذ الحزب, من الوضع المتردّي الغارق فيه, و إستطاع التيار ان يشق طريقه رغم الصعوبات و العراقيل و الحملات المضادة من قبل القيادة الحزبيّة, إلا أنه لاقى تأييد العديد من الرفاق الحريصيين على بقاء حزبهم المؤمنين بضرورة وجود حزب شيوعي جماهيري ثوري في لبنان, و بدوره و مهمته التاريخية, كما أنه لاقى تأييد أصداق الحزب و مختلف الأوساط التقدميّة و الديمقراطيّة في البلاد.برز عمل التيار اللينيني عندما كانت تتم إتصالات بين بعض القوى اليسارية في لبنان, من أجل إقامة جبهة يساريّة, تطرّقت المفاوضات إلى حلّ الأحزاب اليساريّة القائمة و إنشاء أحزاب يساريّة جديدة, و قد إندفعت القيادة في هذا الإتجاه يحدوه الأمل بأن تجد في ذلك مخرجا من المأزق الذي تتخبّط فيه, إن هذا الإندفاع واجهه إنتقادات واسعة في صفوف الشيوعيين اللبنانيين و عمل التيار الينيني داخل الحزب بالإضافة إلى عوامل خارجيّة و داخليّة أجبرت القيادة الحزبيّة على التراجع.و في خضم الحملة الإنتقاميّة ضد التيار الينيني و كل من يتعاون معه, قامت القيادة الحزبيّة بشق المنظمات الجماهيرية و الديمقراطية, حيث قامت بانتخابات صورية داخلها و أدى ذلك إلى إبعاد أكثر من نصف أعضاء حركة السلم من شخصيات إجتماعية و سياسية لها وزنها. و جرت محاولات تخريبية مماثلة حيال جمعية العلاقات الثقافية بين لبنان و الإتحاد السوفياتي, و منظمة الحقوقيين الديمقراطيين و بعض النقابات العمالية و غيرها. الإنتهازية, الذيلية, العفوية, و الروح الإنقسامية, كلها أصبحت طابعا مميزا لدى قيادة الحزب. إن تعاون كل الاحزاب و القوى الوطنية و التقدمية في جبهة واحدة تستطيع القيام بدور كبير, في الدفاع عن استقلال لبنان و سيادته, و الوقوف في وجه حلقات التامر الرجعي و الإستعماري, و تغلغل رأس المال الإحتكاري الأجنبي, و الضال في سبيل تغييرات إجتماعية تقدميّة, و إشاعة الديمقراطية في مختلف المجالات, و يجب أن لا تبقى أية فئة تقدمية و وطنية خارج هذه الجبهة, التي سيخلق قيامها الجو الملائم لتفاعل كل القوى المنضمة إليها, و قيام حوار مثمر فيها, يؤدي إلى تبديد العراقيل و الشوائب التي تعترض سبيل تفاهمها و تعاونها.في الختام, إن قيادة الحزب الشيوعي اللبناني الواضعة نفسها فوق الحزب و الدافعة به في طريق التصفية تتستر وراء الغيرة المصطنعة على وحدة الحزب التي تمسّ عواطف الشيوعيين اللبنانيين. و لكن الوحدة لا يمكن أن تعني عدم الإختلاف بالاراء داخل الحزب بل على العكس من ذلك, فإن الوحدة تتوطد من خلال تنوع الاراء الذي ينبغي إفساح المجال للتعبير عنه بكل حرية, بغية إيجاد خطة وحدة صائبة يشارك الجميع في وضعها, و يعملون على تنفيذها بحماسة و إخلاص, و بإرادة واحدة. الوحدة الحقيقية لا يمكن أن تقوم إلا بأساليب الديمقراطية و بالتقيد تقيد حازما بالقواعد اللينينية. جميعنا نرى الواقع الاليم داخل الحزب الشيوعي اللبناني, و الإنتهاكات الصارخة لقيادته, علينا التوجه التصرف بما توحيه ضمائرنا الشيوعية, و المساهمة في بذل الجهود لإنقاذ الحزب, و إعادة الإعتبار للقواعد اللينينية. إننا أوتينا بقوة و إمكانيات و عزيمة راسخة لا تعرف الكلل في سبيل قيام حزب شيوعي جماهيري ثوري حقيقي, تضرب جذوره بعيدا في أعماق الأرض اللبنانية, و يكون قادرا على القيام بدوره التاريخي, في قيادة الطبقة العاملة, و سائر جماهير شعبنا, في سبيل غد أفضل و مستقبل سعيد

Advertisement